انا لا اغضب


انا لا اغضب
نحن الشعب الاردني والحمد لله , لا يغضب من حكومته ابدا مهما بلغ حجم الفساد ومهما بلغت ارتفاع الاسعار الى درجات قياسيه ومهما بلغت الضرائب المفروضة علينا ....بالعكس كلما زاد الضغط من جانب الحكومة تجاه الشعب وازداد حجم الفساد والمديونيه ازددنا تعلقا وحبا ومسيرات ولائيه بالمقابل .....وذلك لاثبات حسن النوايا المتهمه دوما تجاه الحكومات .......فمثلا بعد كل ارتفاع لاسعار المحروقات ..انا شخصيا اقول امام الناس بان الحكومة كانت صائبة في قرارها رغم قناعتي بعكس ذلك , وكان لا بد من زيادة الاسعار حتى لا تُفلس الدولة , وبنفس الوقت اكون فاقعا من داخلي واريد ان انفجر من القهر , ولكني امام الناس يجب ان اشكر الحكومة على نعمة الامن والامان التي نعيشها مقارنة بغيرنا من الدول المجاوره , وباننا افضل من غيرنا والدولة لا بد لها من اتخاذ اجراءات قاسية احيانا , للحد من حجم المديونيه الكبير ودعم الموازنة المفلسة ...ويجب علينا التحمل اكثر واكثر حتى لو متنا من القهر ...وذلك حتى اظهر ولائي وحبي الزائد لحد الجنون لبلدي امام الناس ....حتى لا اتهم من البعض بالخيانه والعمالة ان انا شكوت همّي للبعض الذي يشكوا مما اشكو منه  , ويخشى مني ان اقول عنه ما اخشى انا ان يقوله عني (( من الاخر الكل خايف من الثاني )) .
لكني بنفس الوقت لدي وسائل اخرى للتعبير عن سخطي او غضبي تجاه الحكومة...ربما بفشة غلّ للزوجه او الاولاد ..فبعد كل عملية ارتفاع لاسعار المحروقات , عندي بالدار قايش ورثته عن رحمة والدي , مخبأ فوق النملية القديمة , اول ما ادخل  على البيت يكون الشرار يقدح من عيوني ...وكل قرود الدنيا تنطنط فوق دماغي , فاول ما ادخل على البيت بدون سلام او كلام ..اقول للزوجه ....يا مره وين ( السمّ الهاري بدّي اتسمم ميت من الجوع ان شاء الله اخلص منك ومن اولادك عشان اتريح )) .
الزوجه تعرف طبعي ومزاجي العصبي وتعرف ان هناك امرا جللا قد حصل , وتبدا بالتعوذ من الشيطان الرجيم .....تحاول بتشى الوسائل ان لا تغضبني ....ولكني اريد ان انفجر ولا بد لي من تنفيس غضبي الجامح ......فاول ما اتذق الطعام اتحجج بالملح .....ان كان مالحا قلت لها ولك الله لا يوفقك على هذا الطعام المالح ..وان كان غير مالح ايضا قلت لها نفس الكلام .....بالاخر لا بد لي من تنفيس غضبي المحتقن , ولا اجد افضل من االقايش لتنفيس عن غضبي في مثل هكذا حالات مستعصيه ..فابدا بضرب الاولاد لاي سبب كان , حتى يبرد غضبي ..واحيانا اتمشكل مع جيراني لاتفه الاسباب او في طابور السرفيس لكي انفس عن غضبي .....المهم ان لا اظهر اي غضب تجاه اي قرار حكومي .....لان ذلك عكس التاريخ والمنطق وعكس طبيعتي كمواطن اردني تعود عبر التاريخ ان لا يغضب على اي قرار حكومي مهما كانت قسوته ..وربما ما يجري في الجامعات من مشاكل هو نتيجة لذلك الاحتقان الداخلي دون ان نعلم بذلك ......


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فشل مخططات البنك الدولي في الاردن

البوابة السوداء وعبد الناصر